lundi 17 août 2009

خفافيش الظلام - كريمة مصلي


خفافيش الظلام
بقلم الصحافية كريمة مصلي

جنود الخفاء هم بشر مثلنا جميعا، لكن من طينة خاصة يعملون كل ما بوسعهم، للرقي بالوطن ويقدمون التضحيات، دون ان ينتظروا جزاءا او شكورا، إيمانهم بالرسالة النبيلة التي يحملونها على اكتافهم يجعلهم، دائما في المقدمة، قد لا نراهم أو نعرف عنهم شيئا لرغبتم في دلك، لكن اعمالهم تظل شاهدة على تضحياتهم التي تختلف باختلاف عملهم.
ويالمقابل ابتلانا الله سبحانه وتعالى بطينة من البشر هم جنود ظلام، او خفافيش ظلام، لا يدخرون جهدا لادية الوطن، بشتى الوسائل، يضعون في اولوياتهم شعار 3 انا وبعدي الطوفان3 الدي لا محالة سيجرفهم طال المن او قصر، مرد الحديث من هؤلاء، انهم في قضايا عدة تجدهم يقدمون الدعم والحماية لاشخاص هدفهم الوحيد هو الإضرار بالآخر كيفما كان، بمجرد الاقتراب منهم ينتابك شعور بالإشمئزاز، وكما نقول في عاميتنا، - ماعندهومش الوجه علاش يحشمو-، فدفاعهم المستميت عن الخطأ يؤكد مسالة هامة هي ان المصلحة الشخصية عندهم فوق كل شئ.
خفاقيش الظلام تلك الحيوانات الليلية، التي لا تحب النور، لانها في الحقيقة تخجل من نفسها، ومن شكلها القبيح فلا هي بطيور ولا فئران، دميمة الهيأة والنفس، وتحاول إلصاق تلك الصفات بكل من يصادفه في طريقها، لإيمانها ان وجودها ينبني على إضعاف الآخر وإخضاعه، تقتات من الكدب طعاما ومن النفاق شرابا.
والغريب في الأمر ان مثل هؤلاء يدعون في أي مكان وجدوا فيه حبهم للوطن وتسبتهم به، كما يستعملونه في احيان اخرى ورقة لتحقيق مآربهم الدنيئة، خفافيش الظلام يتهرون النور ويعشقون الظلام ظلام قلوبهم وعقولهم الدامس، غنهم لا يجرؤون على المواجهة، ويحسنون استعمال اسلوب الهجوم احسن وسيلة للدفاع. الدفاع عن الخطأ طبعا ومحاولة إلباسه لبوس الحقيقة او الصواب.
وقد يجرفون معهم في احيان عدة بعض الاشخاص يستغلونهم في تحقيق مآربهم الدنيئة، كما يحاولون توريطهم بالإغراء لانها الوسيلة الوحيدة التي يحسنون التعامل بها، أصبحنا نراهم في كل مكان وفي أي وقت لا يخشون الجهر بالدفاع عن الخطان مهما بلغت درجته حتى لو مس امن الوطن وأمانه من جميع النواحي. تنعدم فيهم روح الوطنيةن ولا يعلمون انهم مجرد استثناء وليس قاعدة، والاستثناء لا يمكن الوثوق به ومهما حاولوا العبث فلن يجدوا لدلك سبيلا.
قد يؤدوننا بتصرفاتهم هده وقد يزرعون فينا لوقت معين الشعور بالياس والغضب، أو يختالنا شعور بانهم أضحوا القاعدةن لكن سرعان ما ينجلي الظلام، بإصرار جنود الخفاء على مواصلة عملهم والتضحية لاجل الوطن وفي الغالاب الاعم لا يجد خفافيش الظلام من وسيلة غير الهروب عن لم يقعوا في شر اعمالهم.
الغثنين 18/08/2009
جريدة "الصباح" العدد2909

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire